ماذا ترك المشترك لتنظيم القاعدة ؟!

[الرحال]

بقلم / عبد الناصر المملوح

صواريخ ((لو )) وأخواتها قلصت الفوارق بين تكتل المشترك المعارض وتنظيم القاعدة في اليمن , حتى أنه بات يصعب التمييز بين من يقف وراء هذه العملية أو تلك , ومن تتبع هذه العناصر المسلحة الخارجة عن القانون ..



كلاهما يحملان السلاح بمختلف أنواعه وأحجامه الخفيف والثقيل والمتوسط , ويرفعانه في وجه الدولة . وإذا كان الأمر معروفا بالنسبة لتنظيم القاعدة , فأحزاب اللقاء المشترك تفضلت مشكورة وكشفت للقريب والبعيد خلال الأيام القليلة الماضية أن لديها من الأسلحة والمليشيا و ((السماخة)) ما يجعلها تجاري ((أسماخ ))القاعدة في اقتحام وتفجير ونهب وإحراق المؤسسات الحكومية بل واقتحام ونهب معسكرات .... والقتل العشوائي .

وإذا كانت عمليات و((سماخة )) القاعدة تتمركز في مناطق نائية فأحزاب المشترك تفوقها من أن عملياتها هي في قلب العاصمة ... وليس أحداث حي الحصبة بأمانة العاصمة عنا ببعيد .

مطلع الأسبوع أكملت القاعدة سيطرتها أو تكاد , على مدينة ((زنجبار )) عاصمة محافظة أبين جنوب الوطن .

كان للقاعدة ما كان في خلسة من أمر الكل , حيث كانت الجهود والأنظار صوب أمانة العاصمة التي يخوض فيها تكتل المشترك المعارض وشركاؤه عمليات مشابهة للحاصل في أبين شكلا ومضمونا ... وذلك عندما أقدمت مليشيا مسلحة يقودها أبرز قيادات المشترك الشيخ حميد الأحمر بضرب واقتحام مقرات ومؤسسات حكومية وعامة في أمانة العاصمة , والزج بعناصر قبلية مسلحة تابعة لهم لتطويق معسكرات في محيط العاصمة صنعاء . وفي الحالتين , في صنعاء كما في أبين عدد من الضحايا لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل . وفي الحالتين المشترك كما القاعدة اللجوء للعنف كوسيلة من وسائل المشاركة السياسية . وأصوات المدافع والرشاشات بدلا عن أصوات الناخبين , ومشاريع شهداء بدلا عن مشاريع علماء فنيين حرفيين , شعراء أدباء ..الخ

تبرر القاعدة لعناصرها أن ما يقومون به هو الجهاد في سبيل الله , وكذلك المشترك ..... لقد سمعنا ورأينا القيادي البارز في اللقاء المشترك الشيخ عبد المجيد الزنداني يقول مخاطبا المعتصمين " إن ما تقومون به هو الجهاد بعينه " وقال رفيق دربه الشيخ عبد الوهاب الديلمي " لا يصلين غدا في هذا المكان إلا شخصا أحبه الله ورسوله " . { الزنداني أبرز مؤسسي حزب الإصلاح , وعدد كبير من قيادات تنظيم القاعدة في اليمن هم من تلاميذه ؛ عندما كان يقوم بترحيلهم للقتال مع بن لادن في أفغانستان , وبحسب رئيس تحرير صحيفة (( الصحوة )) الناطقة بلسان حزب الإصلاح فإن مالا يقل عن 1500 من الجهاديين العائدين من العراق هم من طلاب جامعة الإيمان التابعة للزنداني . والديلمي هو الآخر من مؤسسي حزب الإصلاح وهو صاحب أشهر فتوى تكفيرية في تاريخ اليمن القديم والحديث , وصدرت بحق الاشتراكيين صيف 94م} .

تقول القاعدة أن قتالها مستمر حتى قيام دولة الخلافة الإسلامية , وهكذا قال المشترك على لسان الشيخ الزنداني " أبشركم بقدوم دولة الخلافة الإسلامية " .. قالها أمام شباب معتصمين يريدون دولة مدنية يكون فيها ما لله لله وما لقيصر لقيصر .

لدى القاعدة ((خيم )) وساحات ومراكز تدريب ومخازن للأسلحة , ودعم مالي إقليمي , ولدى المشترك مثلها .. ولدى القاعدة خطباء وفقهاء محرضين , ولدى المشترك أفصح منهم لسانا , ولدى الطرفين مشاريع شهداء و ((جنان )) موعودة . ومسلحو الطرفين يعيشون بيننا لكنهم يتكاثرون ويتدربون حيث لا نراهم .

تحرص القاعدة على كسب ود شيوخ القبائل , وكذلك فعلت أحزاب اللقاء المشترك , بل هي اليوم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين أداة بيد شيوخ القبائل ..

وكلاهما القاعدة والمشترك , على مسافة واحدة من الجنرال علي محسن الأحمر . فكثيرة هي التقارير الإعلامية داخلية وخارجية والمبنية على معلومات إستخبارية أكدت العلاقات بين ما يسمى (( جيش عدن أبين الإسلامي)) واللواء علي محسن الأحمر , أو بينه وبين ((الأفغان العرب )) بشكل عام .



الفــــــــــوارق
.. وكثيرة هي أوجه الشبه بين القاعدة والمشترك بعد أن سلك هذا الأخير الطريق الخطأ . الفارق الملحوظ أن قادة القاعدة لم تعلق على عمليات المشترك الأخيرة , في حين طالعتنا قيادات المشترك ببلاغ صحفي حمّلت فيه السلطة والعارضة مسؤولية سيطرة القاعدة على محافظة أبين . ربما كان على قيادات القاعدة أن تحمل هي الأخرى السلطة مسؤولية سيطرة المشترك على مقار ومؤسسات حكومية وسط العاصمة ...
ولا عزاء لشباب ساحة التغيير ..