[الرحال]

ينتابنا اليوم قلق كبير ونحن ننتقل إلى مربع المواجهة الذي نخاف أن يحكم علينا أن نتيه في دوامة العنف نقتل بعضنا بعضاً ويتربص بعضنا ببعض, مع أن الحقيقة ووقائع التاريخ تقول: إننا نحن اليمنيين في الأخير نغلّب صوت العقل ونتفق وننسى الماضي ونتسامح.. فلماذا لانختصر الطريق ونلغي هذه الأجواء المشحونة بالرعب والخوف وصناعة المآسي!!
إنه لأمر مؤسف أن تنزلق بلادنا الحبيبة إلى هذا الحد الخطير من الانفلات الأمني الذي نشطت في ظله الأيادي التي تمتد إلى حق الآخر أو الحق العام لتنهبه أو تفسد فيه, وتهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد.
نحن لسنا«التتار» حين نعبث بمقدرات وطننا ونفسد في مؤسساته ونشهر السلاح في وجوه بعضنا.
ولسنا«نيرون» حتى نشعل النار في مدننا, ونجعل«الرصاص» هي لغة الحديث وأسلوب التخاطب.
إن الشعور بعظمة الانتماء لهذا الوطن هو الذي ينبغي أن يخرجنا من هذا الظرف العصيب والوضع الحرج والكابوس المفزع الذي نسأل الله أن ييسر لنا ويسّهل أسباب الخروج منه.
لابد أن نتكاتف جميعنا من أجل إعادة الاستقرار إلى مدننا عن طريق ضبط النفس وإعطاء العقل فرصة للتفكير.. فأمامنا اليوم مسؤولية وطنية تتمثل في كيفية انتشال أنفسنا من هذه المعمعة, والجلوس إلى بعضنا لصياغة مخرج مناسب بما يكفل الوقوف دون تدحرج كرة النار إلى كل شيء جميل في هذا الوطن.
ولتتذكر كل يدٍ تعبث بالممتلكات العامة ويسيل لعابها على تجهيزات المؤسسات الحكومية أنها تغتال الوطن وتدمره وتنشر فيه الخراب.. وإنها ستقف أمام محكمة العدل الإلهية وسيفضحها التاريخ وتلعنها الرجولة.
كان أمراً مقرفاً ونحن نقضي إحدى الليالي في الأسبوع المنصرم بحثاً عن ثلاثة رجال ملثمين حاولوا بمقصهم الحديدي فتح أحد المحلات التجارية وسرقته, ولكن كانت العيون الساهرة من أبناء الحارة قد وقفوا لهم بالمرصاد وألجؤوهم إلى الهرب.
أصبح اليمنيون لايأمنون على ممتلكاتهم, ولا على مساكنهم وذراريهم, ولايأمنون على أنفسهم من تلك الرصاصات الطائشة التي يقال إنها تعوّدت أن لاتصيب إلا أحد المارة ولاتصيب من يتراشقون بها!!
إن كل أشكال العنف غير مقبولة لاسيما أن يصل الأمر إلى مهاجمة دار الرئاسة بالقذائف وسقوط عدد من القتلى وإصابة آخرين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية.
العنف لايأتي بخير أبداً.. هذا ماينبغي أن نتذكره اليوم ونحن لانزال في خضم هذا المشهد التراجيدي غير المسبوق(منقول).