01-14-2011, 04:30 PM
|
#1
|
مشرف
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 451
|
و خشيت ان يقال ذهب الوفاء
و خشيت ان يقال ذهب الوفاء
قصة رااااائعة
و جيل نتمنى ان يتكرر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كان في المجلس و هما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر : ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال : أقتلت أباهم ؟
قال : نعم قتلته
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر ، فأرسلت عليه حجراً ، و قع على رأسه فمات
قال عمر : القصاص
الإعدام
.. قرار لم يكتب ... و حكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، و لا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله و لو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات و الأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي و أطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، و لا خيمته ، و لا داره و لا قبيلته و لا منزله
فكيف يكفلونه ، و هي كفالة ليست على عشرة دنانير ، و لا على أرض و لا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف
و من يعترض على عمر في تطبيق شرع لله ؟ و من يشفع عنده ؟ و من يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة ، و عمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، و أطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول ، و سكت الناس و نكّس عمر رأسه ، و التفت إلى الشابين
أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟
فقام أبا ذر الغفاريّ بشيبته و زهده ، و صدقه ، و قال يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل ، قال : و لو كان قاتلا
قال: أتعرفه ؟
قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب ، و سيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك
قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين
فذهب الرجل ، و أعطاه عمر ثلاث ليال , يُهيئ فيها نفسه ، و يُودع أطفاله و أهله ، و ينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل
و بعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً
و في العصر نادى في المدينة الصلاة جامعة ، فجاء الشابان و اجتمع الناس ، و أتى أبا ذر و جلس أمام عمر
قال عمر : أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين
و تلفَّت أبا ذر إلى الشمس و كأنها تمر سريعة على غير عادتها ، و سكت الصحابة واجمين عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، و أنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون و لا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، و لا تنفذ في ظروف دون ظروف و على أناس دون أناس ، و في مكان دون مكان
و قبل الغروب بلحظات ، و إذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، و كبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك و ما عرفنا مكانك
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك و لكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ و أخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء و لا شجر في البادية ، و جئتُ لأُقتل
( و خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس )
فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر لماذا ضمنته ؟
فقال أبا ذر
( خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر و قال للشابين : ماذا تريان ؟
قالا و هما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه
و قالوا
( نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس )
قال عمر : الله أكبر ، و دموعه تسيل على لحيته .. جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما .. و جزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، و جزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك و وفائك
و جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك
قال أحد المحدثين و الذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان و الإسلام في أكفان عمر
وجزى الله خيرا للذين ينقلون هذه القصة للأخرين
|
|
|