الموضوع: الخاتمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2011, 06:39 PM   #1
ابن الوهاش
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 239
افتراضي الخاتمة

في كل يوم يمر من عمر الثورة، يظهر الشباب في الساحات والميادين أجمل ما فيهم من بسالة وقيم وأخلاق ، وبالمقابل يظهر صالح ونظامه وحاشيته أسوأ ما فيهم من عنف ومراوغة وفقر أخلاق.

علي عبدالله صالح الذي يميل إلى العنف وافتعال الأزمات يتمنى لو تتغير الظروف ليفلت من هذا المأزق والحصار إلى أي واقع آخر حتى لو كان ذلك نموذج صديقه القذافي، وإزاء كل هذا التعنت والتقلب في المواقف لا أرى نهاية للرئيس صالح غير مآل (بابجو) الرئيس المهزوم في ساحل العاج الذي اقتادته القوات الفرنسية من غرفة النوم حينما رفض هذا الأخير الانصياع للإرادة الشعبية وتسليم السلطة لخصمه الفائز في الانتخابات.

صالح يعاند أمام الإرادة الشعبية وفي أذنيه من الصمم ما يحجب عنه سماع هدير الملايين في ساحات التغيير وميادين الحرية داخليا ونداءات الأشقاء والأصدقاء المطالبة صراحة بتنحيه عن السلطة والرحيل الفوري.

صالح يتحدث عن الرحيل المشرف متجاهلا مسيرته الغير مشرفة وسنوات حكمه الحافلة بالفشل ومغامراته الطائشة في الحروب والدمار .. في القتل والبطش .. في النهب والإقصاء.. ربما لا يعي صالح أن النهايات لن تكون إلا على نسق البدايات ، أكثر من ثلاثة عقود -هي فترة الرئاسة - انطوت خالية من أي منجزات أو أعمال صالحة ، لكنها مثقلة بالمآسي والفشل الذريع.

يتحدث صالح وقومه عن الخروج المشرف ،غير مدركين لما اقترفوه من جرائم بحق هذا الشعب والكفيلة بوضعهم في صف أشقياء قوم ثمود.

يسعى صالح لأن يصنع هو بنفسه خاتمة حكمه كما يريد، وتريد جماهير الثورة أن تكون صاحبة الكلمة الفصل في ذلك، إرادة حاكم كهل في مقابل إرادة وعزيمة ثورة شبابية فتية، يراهن صالح وقومه على خبرات من الزمن البائد وأدوات قديمة في واقع جديد ، ويراهن الشباب على حماس ملتهب لم يعرف الانكسار وأدوات عصرية لا يعرفها صالح ولا قومه من ذوي العقول المتقادمة ، وبين الفريقين لا مجال للمقاربة أو التحدي على الإطلاق.
ابن الوهاش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس