المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تواضع لله رفعه الله..


الرحال
06-29-2011, 10:34 AM
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكانت الأمة المملوكة الضعيفة.. تلقاه في وسط الطريق.. فتشتكي
إليه من ظلم أهلها.. أو كثرة شغلها.. فيجعل يده في يدها.. فينطلق معها إلى أهلها
ليشفع لها..
وكان يقول: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..
كم سمعنا الناس يرددون: يا أخي.. فلان متكبر.. فلان "شايف نفسه "..
وتسأله: لماذا لم تستعن بجارك في كذا؟ فيقول: فلان متكبر علينا.. ما يعطينا وجه!!
كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبرون على الناس.. ويعاملونهم باستعلاء..
كم هو منبوذ.. ذاك الذي يطغى أن رآه استغنى..
ذاك الذي يصعر خده للناس ويمشي في الأرض مرحاً..
ذاك الذي يتكبر على العمال.. والخدام.. والفقراء..
يتكبر عن محادثتهم.. ومصافحتهم.. ومجالستهم..
لما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً.. جعل يمر بطرقات مكة التي طالما أوذي فيها.. واستُهزئ به..
كم سمع في طرقاتها.. يا مجنون.. ساحر.. كاهن.. كذاب..
وهو اليوم يدخلها قائداً عزيزاً.. ممكناً.. قد أذل الله أهلها بين يديه..
فكيف كان شعوره وهو داخل؟
قال عبد الله بن أبي بكر:
لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي طوى.. وقف على راحلته معتجراً بقطعة برد حمراء..
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعاً لله.. حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح.. حتى
إن عثنونه (طرف لحيته) ليكاد يمس واسطة الرحل..
وقال أنس: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعاً..
وقال ابن مسعود: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شيء.. فأخذته الرعدة..
فقال صلى الله عليه وسلم: هون عليك.. فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد.. (اللحم الـمجفف)..
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: أجلس كما يجلس العبد.. وآكل كما يأكل العبد..
نعم..
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجوّ وهو رفيع

سبحان الله بحمده عدد
خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
استغفر الله لذنبي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
باختصار ..
من تواضع لله رفعه .. وما زاد الله عبداً بالتواضع إلا عزا

ابو احمد
06-29-2011, 06:53 PM
فضل التواضع:
التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-.


صور التكبر:
ومن الناس من يتكبر بعلمه، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.


ويقول صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال) [الترمذي]، ويقول صلى الله عليه وسلم : (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) [البخاري