المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤسس مجموعة الرئيس في الفيس بوك


ابو صالح
04-29-2011, 01:16 PM
مؤسس مجموعة الرئيس في الفيس بوك لـ"الغد": نفذنا حملات ضد المعتصمين واستشهاد زميلي دفعني للانضمام لساحة التغيير

أقترح على السلطة إبطاء الإنترنت في اليمن بدلاً من فصلها

الأحد , 24 أبريل 2011 م

عُرف الشاب طلال مكي الموظف المتعاقد في وزارة الأوقاف والإرشاد، على صفحات الفيس بوك منذ نحو سنتين، فهو أحد الناشطين في هذا المجال والذي يمتلك خبرة كبيرة مكنته من تأسيس ما يزيد عن أربعين مجموعة على رأسها مجموعة الرئيس، بهدف الدفاع عن الوحدة اليمنية ومعاداة الحراكيين.
ولاهتمامه بهذا المجال، تواصل معه قياديون في الحزب الحاكم للعمل مع المؤتمر الشعبي العام بشكل منظم ضد الحراك، وقام عن طريق الفيس بوك بنشر أفكار المؤتمر ومحاربة الحراك والحوثيين، عوضاً عن التحريض وتشويه صورة شخصيات قيادية ومعروفة في الساحة اليمنية، من خلال المجموعات الوهمية التي تجعل الزائر لها يظن أن أغلب الناس ضد هذه الشخصيات حد قوله.
يقول مكي لـ"الغد": استمرينا على هذا النحو، وصرفت لنا حواسيب كوننا ناشطين في هذه المجموعات، وكان هدفنا هو الترويج للنظام.. وبعد اشتعال الثورات العربية وسقوط زين العابدين بن علي، اتضح دور الفيس بوك في إنجاح الثورة التونسية، وحينها تم الاتصال بي لأختار مجموعة من الشباب الذين يميلون للنظام، لكي يقوموا بعمليات ضد الشباب الذين كانوا يخرجون في مسيرات مطالبين بإسقاط النظام.. فتم الاتفاق مع مجموعة من الشباب دُفعت لهم مبالغ مالية وصُرفت لهم أجهزة كمبيوتر.
وكان الهدف من هذه المجموعات –حسب مكي- هو القيام بحملات ترويجية منظمة ضد المعتصمين والترويج بأن المسيرات التي يقوم بها المتظاهرون مدعومة من قبل الأحزاب، وأنها تريد الفتنة، وأن هذه المسيرات خارجة عن المبادرات الشبابية.
مكي قام بإنشاء مجموعة الرئيس صالح على الفيس بوك، وكان غرضها –حسب ما وصل إليه من مقربين من الرئيس- هو حل ومتابعة قضايا الناس، فكانت المجموعة بأمر من الرئيس شخصياً وتحت إشرافه حسب ما أكده له مدير مكتب قائد الحرس الجمهوري نجل الرئيس ومقربون من الرئيس حد قوله.
يقول مكي: في أول اجتماع مع الهيئة الوطنية للتوعية كانوا يفكرون بفصل الإنترنت على اليمن، فاقترحت عليهم إبطاء سرعته بدلاً من فصله، لأن فصل الإنترنت عن البلاد سيخلق جبهة إعلامية في مضادة في دول العالم، وعند إعادة الإنترنت سيتجه الناس إليه بشكل مضاعف.. فاقتنعوا بما طرحت عليهم.
وفعلاً تم إبطاء سرعة الإنترنت حسب تأكيد مكي، وتم إنشاء مجموعة الرئيس، وبدأت الشكاوى والطلبات تتوافد من قبل المواطنين بشكل غير متوقع.. وأضاف: بعد ثلاثة أسابيع طلبت منهم أن تعرض هذه المشاكل التي طرحها الشباب في الفيس بوك على الرئيس أو من ينوب عنه لحلها، لكنني لم أجد تجاوباً من المسؤولين، وكأنهم يخافون عرضها على الرئيس لوجود شكاوى فيها تتعلق بوزراء ومسؤولين.
يواصل مكي حديثه حول ذات الموضوع ويقول: وبعد انتظار عل هذه الشكاوى تجد صدى لدى المعنيين، طرحت عليهم مقترحاً بأن تعرض على الوزراء، كل في ما يخصه، فيقوم كل واحد منهم بحل المشاكل التي تتعلق بوزارته، لكن كانت هناك مراوغة وهروب من المسؤولية.
وتحدث مكي عن الفترة التي بدأت فيها الاعتصامات المناهضة للرئيس، حيث طلب منه أن يروج بأن هؤلاء المعتصمين عصابات ومدعومون، لكنه حسب قوله أخبرهم بأنه لا يستطيع أن يروج للنظام ويعمل على تحسين صورته في الفيس بوك وصفحته كلها صور للبلاطجة الذين يستخدمون القمع ويعتدون على الشباب السلميين، إلى أن جاء يوم الثلاثاء الذي استشهد فيه صديقه وزميله في العمل عوض السريحي.
يقول طلال مكي: هذا الحادث جعلني أتوقف، وشعرت بأني شاركت في جريمة قتل صديقي عوض، فكانت هذه بداية مراجعة للنفس، وحينها مكثت في منزلي ثلاثة أيام لا أفتح فيها الإنترنت، بعدها وبالتحديد يوم الخميس الساعة الثانية عشرة ليلاً صليت استخارة، وكلي ندم على كل ما كنت أروج له من دون قصد مني سوى حب الوطن الذي سار لصالح النظام.
يؤكد مكي: ندمت وتأسفت على الأشخاص الذين آذيتهم وروجت لإشاعات مغرضة عنهم.. ندمت عن كل ما قلته عنهم بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.. بعدها انضممت إلى ثورة الشباب في ساحة التغيير، ثم تواصلوا معي من جديد وسألوني لماذا لا أدخل النت، فقلت لهم إني متعب.. من ثم عملت على تحويل هذه المجموعة لصالح الثورة من خلال بث جرائم النظام والقمع ضد المعتصمين السلميين، وهذا ما ضايقهم. فاتصلوا بي مجدداً وهددوني بالقتل، وتتالت الاتصالات من أرقام مختلفة تهددني بالتصفية، وضايقوا أهلي أيضاً، ومن يومها لا أبرح الساحة لأنها تمثل لي المكان الآمن، إضافة إلى تقديمي شكاوى بالتهديدات التي تلقيتها إلى منظمة هود للحقوق والحريات.
ولم يكتفوا بذلك حسب مكي الذي يقول: بل لعبوا معي نفس اللعبة التي كنت ألعبها، وهي الأسماء الوهمية، إذ قاموا بإنزال صوري في الفيس بوك بأسماء ثورية لإثارة القلق من جهتي لدى المعتصمين، وأني من الأمن القومي وجاسوس مندس بينهم في الساحة.
هذا الأسلوب خلق فجوة خوف بين مكي وبين الشباب، لكن مع الهجمة المضادة التي كان يستخدمها طلال على الفيس بوك لتوضيح الموضوع وتحسين صورته، استطاع أن يقوي العلاقة بينه وبين الشباب وأن يخلق جواً من الثقة.
وانضم إلى حركة الشباب المستقل، وهي الحركة الوحيدة في الساحة حسب الناشط طلال مكي التي تتضمن لجنة سياسية هو رئيسها، وهذا ما يميز الحركة، وأشار إلى أن عمل هذه اللجنة هو قراءة البيانات الصادرة عن الساحة بعد مرورها على الحركات الأخرى والموافقة عليها.
ويتحدث مكي عن جمعة الكرامة التي شارك فيها، حيث كان يعمل على توجيه الشباب لهدم الجدار.. يقول مكي: تم إعطائي ميكرفوناً، فوقفت خلف الشباب أوجههم كيف يقومون بتكسير الجدار، وأطلب من الشباب الابتعاد عن الجانبين الأيسر والأيمن والتمركز في الوسط، وأن يكونوا في حركة دائمة حتى يصعب قنصهم، إذ أن القناصة كانوا يركزون على الأطراف والأشخاص الذين يقفون بشكل ثابت أو من يقوم بالتصوير.
توقف مكي عن الحديث للحظات، ثم استطرد: ما زالت رصاصة تطاردني، هي ذاتها التي أصابت الشهيد مجاهد.. فعندما كنت واقفاً بالميكرفون أحث وأوجه الشباب، إذا بالشهيد مجاهد يعبر الشارع لينتقل من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى، وعند مروره أمامي –حيث لا يفصلني عنه سوى خطوة واحدة- إذا برصاصة الغدر تصيبه فيجثو أمامي على ركبتيه وعينيه تنظر إليّ وكأنها تستغيث، لكني وقفت وقفة عجز، فلم أستطع حتى الاقتراب منه.
وأضاف مكي: لا زالت نظراته تطاردني، فأنا أعتقد أن هذه الرصاصة كانت موجهة لي، لكن مجاهد جاء ليتلقاها عني، محملاً إياي أمانة في أن أبقى في ساحة الاعتصام حتى لا تضيع دماؤهم الزكية.. فصورة مجاهد لا تفارق مخيلتي، لذا فأنا أعمل بشكل مستمر على الفيس بوك لأنقل صوت ثورتنا السلمية إلى العالم أجمع.
واعتبر طلال مكي ما حصل يوم الجمعة (جمعة الكرامة) ترجمة لمبادرات الرئيس التي يدعو لها.
وفي ختام حديثه يقول: أود أن أوجه عبر "الغد" رسالة للمناصرين والمؤيدين للرئيس ولمن أعرفهم في الفيس بوك الذين يروجون لهذا النظام.. أقول لهم بأن هذه ثورة شبابية ليست حزبية، والدنيا فانية فلا تغركم أموال صالح التي تهدر، وهي في الأصل أموالكم.. واعلموا أن أي نظام يستخدم بلاطجة لقتل أبناء شعبه ويهدر أموال الدولة لا يستحق أن يبقى، وأن يحكم شعباً هو من قتله ويقتله.

.................................................. ..................................
لم يخب ظني فيكـ يا طلال كما عهدتكـ .. رجلاً جريئاً صاحب مبدأ وكلمة حُرة ..
أُحييك على هذا الموقف الشجاع يا قدوة شباب الفيس بوكـ ...

ونسأل الله الهداية لباقي الشباب المأجورين المُغرر بهم .. وعلى رأسهم طلال الخطيب :)

تحية اجلال و احترام لهذا الرجل ..